كمال الشيخ.. هيتشكوك مصر

</TD></TR></TABLE>

</TD></TR></TABLE>

أُطلق عليه لقب «هيتشكوك العرب».. قدم للسينما أكثر 34 فيلماً منها مالا يقل عن عشرة أفلام تعتبر علامات خالدة.. نال أرفع الأوسمة والجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الفنون.

بدأ حياته في غرفة معتمة، هي غرفة «المونتاج» ثم اتجه بعد عشر سنوات كمونتير إلى الإخراج. كان مخرجاً سابقاً لعصره وقدم لغة سينمائية متطورة جداً، بلا ثرثرة ولا أغنيات لا طائل منها، بل إيقاع محكم، حافل بالتوتر والتشويق والإثارة.

أفلامه ليست بوليسية، كما يحلو للبعض أن يصنفها، بل هي أفلام إنسانية تحلل النماذج البشرية بعمق وتكشف تعقيداتها. كما كان مخلصاً في تقديم روائع الأدب العربي على شاشة السينما.

إنه الصامت النبيل والزاهد في الشهرة والأضواء.. كمال الشيخ. يمكن أن نلخص السينما المصرية في ثلاثة مخرجين: صلاح أبو سيف (1915ـ 1996)، يوسف شاهين (1926ـ2008)، وكمال الشيخ (1919ـ2004)، فلو اخترنا أهم خمسين فيلماً في تاريخ تلك السينما سنجد أنها تحمل توقيع أحد هؤلاء الثلاثة الذين ينتمون إلى الجيل الثاني، بعد الرواد المؤسسين.

ثلاثتهم عمروا إلى ما بعد الثمانين، ونالوا أرفع الجوائز، وأبدعوا مع كبار الممثلين وإن انتموا إلى مدارس سينمائية مختلفة تماماً. ويعد كمال الشيخ أقلهم حظاً وشهرة وإنتاجاً أيضاً.

من الواضح أن الشيخ كان أقل توافقاً على المستوى الإنساني من رفيقيه مع ما جرى في مصر من تحولات قبل وبعد الثورة، وظلت علاقته بالسلطة رغم تغيرها تتراوح بين الحياد والعداء، ما ساهم نوعاً ما في بعده أو إبعاده عن الأضواء والنفوذ.

كان الشيخ مشغولاً باللغة السينمائية، ولا شيء آخر، وبحكم أنه في الأساس «مونتير» وهي المهنة التي احترفها واشتهر بها شقيقه سعيد الشيخ، أخلص الشيخ للصورة وإيقاع الفيلم وزوايا الكاميرا، وخلق الترابط المناسب بين المشاهد بناء على عناصر الصورة كالإضاءة والموسيقى والحركة والصمت، وليس مجرد الحوار أو القصة، فالاهتمام بهذين العنصرين لديه يأتي تالياً.

هو نفسه يلخص رؤيته تلك قائلاً:» خلال تتبعي للأفلام المصرية على طاولة المافيولا، أدركت عيوب أفلامنا، وتحاشيت الوقوع فيها عندما أصبحت مخرجاً ومنها وجود الأغاني والرقصات بلا ضرورة، على نحو يثقل كاهل الفيلم ويمنع تدفقه وكان يدهشني أن أرى كل ممثلاتنا، حتى فاتن حمامه، يغنين عن طريق الدوبلاج أضف إلى ذلك الترهل الأقرب للثرثرة وتبادل أحاديث زائدة عن الحاجة، ثم هذه المواضيع المكررة التي لا جديد فيها».

هذا الانشغال بجمالية الصورة وتدفق الإيقاع، لم يكن كافياً لإثارة مشاهد عربي «مدمن حواديت»، لهذا اختار الشيخ لصوره البصرية إطاراً من التشويق والغموض، متأثراً في ذلك بأسلوب المخرج البريطاني الأشهر ألفريد هيتشكوك. من ثم استحق لقب «هيتشكوك مصر»، وهو لقب يحتمل وجهين: وجه إيجابي يؤكد على براعته الفنية وحرفيته، ووجه سلبي ألصق بالشيخ حتى وفاته تهمة إنه «مخرج أفلام بوليسية» بما ينطوي عليه هذا التوصيف من استخفاف بأعماله وتسطيح لها، كأنها مجرد أفلام حركة ومطاردات بين اللصوص والبوليس للحصول على الكنز!

وهي تهمة درج نقاد كثيرون (كبار) على تشويه الشيخ بها، ما يجعل هذا الرجل بحاجة إلى رد اعتبار ممن تجنوا عليه، وإعادة قراءة نتاجه السينمائي بعين أخرى، بدلاً من هذا التصنيف المخل للثلاثين فيلماً التي قدمها إلى قسمين: أفلام بوليسية في القسم الأول، وأفلام واقعية تتضمن نقداً سياسياً واجتماعياً في القسم الآخر، لأنه تصنيف جائر ويفتقر إلى أدنى درجات المصداقية والدقة.

للامانة الموضوع تم نقله من احد المنتديات